إعادة التصميم

Redesign

أنور عبد اللطيف

التصميم لابد أن يعكس روح ونمط ومعنى المضمون التحريرى
وفلسفة المضمون لابد أن تعكس نوع الجمهور الذى تستهدفه، وبالتالى فإن فن الإخراج في المقام الأول هو كيف تحاور المضمون الذى تتعامل معه.وحالة الحوار الدائمة بين المخرج والمضمون أوبين الصحيفة وقارئها تستدعي بالضرورة أن يكون هناك تصميم و إعادة التصميم .
وإعادة التصميم أصعب عشرات المرات من التصميم الجديد لأن المصمم في الحالة الأولي مكبل بميراث لابد يتقيد به سواء كان التغييركلياأو جزئياوهو امام ميراث إما انه مقيد بقواعد الحفاظ عليه أو مضطر للابتعاد عنه، كلية وفي الحالتين ليس حر الحركة أماالتصميم الجديد فأنت حر تماما تحلق في فضاءات الإبداع الرحبة لصياغة وصناعة شخصيتك.
إعادة التصميم إذن ضرورة يفرضها:
1- التطور الحادث فى أذواق القراء.
2- التغير الحادث فى تكنولوجيا الطباعة.
3- المنافسون الجدد: (الصحف – التليفزيون- الإنترنت).
مع ظهور التليفزيون وتعاظم ما يسمي بعصر الصورة زادت الحاجة عند الصحف إلى زيادة إشعار القارئ بالتلقائية والمباشرة فى تغطية الأحداث.
الناس أصبحت تفضل أن تشاهد الأحداث حية لحظة وقوعها.. لماذا تقرأ إذا كنا نستطيع أن نشاهد؟!
فى الماضى كان الصحفى يصف الحادث كما هو، يرسم صورة بالكلمات.. مع اكتشاف الصورة والرسوم والألوان، تعاظم دور الصحيفة فى إكساب القصة الشكل الواقعى لدرجة أن البعض قال:
أعطنى الصورة.. أعطك الحرب
ينبغى على الصحيفة أن تسأل نفسهاعلي رأس كل فترة معينة:
ما هى الطريقة المثلى لمخاطبة هذا "النوع" من القراء هذا هو فحوى إعادة التصميم.

ولكن متي تقرر الصحيفة إعادة التصميم؟
1- عندما تتغير السياسة التحريرية للجريدة.
2- عندما يتغير رئيس التحرير.
3- إعادة تشكيل الجهاز التحريرى بالكامل.
4- تغيير الأنماط التكنولوجية المستخدمة فى تدفق وإعداد وطباعة المادة الصحفية.
5- انقلاب فى القدرات الاقتصادية للصحيفة،سواء بالوفرة أو بالكساد
6- انقلاب فى طبيعة المادة الصحفية والمضمون وما يترتب عليها من إعادة التبويب .
7- الزيادة أو النقص في عدد الصفحات و الملاحق التى تصدرها الصحيفة.
8- الرغبة فى زيادة ارقام التوزيع امام المنافسة الشديدة او بناء على تصور جديد للعاملين فى الصحيفة للشكل الأمثل لها، سواء بالخبرات الشخصية أو بنتائج البحوث والدراسات.
9- تغير قطع الصحيفة بشكل ملحوظ ,مثل صدور الصحيفة بقطع "تابلويد بدلا من بروشيت او العكس" بسبب ظروف الورق أو ماكيتات الطباعة أو فى حالة الحروب أو تغيير أذواق القراء.
بعض هذه العوامل أو أحدها أو معظمها يقود إلى ضرورة بدء العمل فى تصميم جديد للجريدة..
ويقود المصمم أو المخرج أو المدير الفنى إلى السؤال التالى:

ما هى فلسفة التطوير الجديدة؟
· ماهى حدود التغيير الجديدة.. فى الشكل أو المضمون أوهما معا.. ؟
· ماالذى ينبغى أن أحافظ عليه يساهم فى إثراء التصميم الجديد من العناصر القديمة؟
باختصار ينبغى أن يسأل المصمم نفسه:
1) why لماذا إعادة التصميم؟
2) What ماهى ملامح التصميم؟
أدوات إعادة التصميم:
فلسفة التغيير.
رؤية المصمم أو الترجمة المناسبة للفلسفة التحريرية.
أدوات التصميم والمعدات.
الاستايل بوك الخاص بالجريدة أو البدء فى كتابة استايل بوك جديد
لاحظ أهمية تشكيل فريق العمل وتوزيع الإختصاصات والمهام والمدد الزمنية لكل مرحلة.. يقوى فكرة العمل الجماعى ويضع رؤية واضحة لرسالة المطبوعة الجديدة واستراتيجية التصميم وما ستعكسه بعد الطباعة
“aiming for a few minutes here and there will get your no where.”
دقائق مخطوفة هنا وهناك ستوصلك إلى لاشئ.
وتشكيل فريق عمل من عدة أشخاص مختلفة المهارات والأعمار لكتابة وتدشين خطة إعادة التصميم الجديد يسمى المطبخ مهمته وضع رؤية فنية واضحة واستراتيجية للتصميم وما سيعكسه بعد الطباعة.
· باختصار مهمة هذا الفريق الإجابة عن سؤال:
· لماذا نحن هنا الآن؟…. Why are we here?
والإجابة اللتي يضعها فريق مطبخ إعادة التصميم ينبغي أن تكون واضحة وموافقة عليها من الناشر أو رئيس التحرير وتشمل تحديد الشخص أو مجموعة الأشخاص المعنى بالرجوع إليه بشأن التصميم الجديد.

..ولكن من أين تبدأ؟
أولا: مؤشرات التصفح الأساسية:
1- اسم الجريدة
2- إعداد الشعارات البصرية ٍvisual samples
- رأس الصفحات: تحتوى على الإكسسوارات الثابتة للصفحات (لوجو- مكان الرقم- مكان التاريخ- اسم الصفحة- عنوان الصفحة).
- شكل الإطارات أو البراويز.
- الفقرات المنتقاة.
- كادرات الصور.



ثانيا: ثوابت كل صفحة:
· الأبواب – الأعمدة.
· حجم العناوين.
· فونط العنوان والحرف المستخدم.
· شكل الأبواب.
· الفواصل والجداول.
· الشبكات والرماديات والبراويز.
· الألوان.
· البياض.
مراعاة تحقيق الوحدة والانسيابية عبر الصفحة.

ثالثا: البناء الفنى للقصة الإخبارية أو للمادة الصحفية
· العنوان الرئيسي والعنوان التفسيري
· المصدر وإسم المحرر
· المقدمات
· العناوين الفرعية
· حجم البنط.
· المسافة بين السطور.
- الطابع العام للمقالات.. هل تختلف؟
- هل يتم توحيدها؟
- المقال التحليلى – العادى
- العمود – وجهة النظر- الرؤية
رابعا: الصفحات الخاصة:
صفحة التحقيقات.
الصفحات الإخبارية.
- الصفحات المتخصصة التحريرية.
- الصفحات الإعلانية التحريرية.
- الصفحات الثابتة (الوفيات).
- الأبواب الثابتة (باب العلوم وصدق و الحظ).
-
دع الناس الذين سيطبقون هذا العمل المشاركة فى طباعة البروفات بمختلف الوسائل قبل بدء العمل به أو تطبيقه.
لا تنسى عمل مجسات على العناصر المستخدمة والألوان والشبكات والخطوط.

مناهج ثلاث لصفحة أولى إخبارية:
1- قصص إخبارية أكثر فى الصفحة الأولى.
2- قطاع عرضي مثير وجذاب لصورة أو اثنتين علي الأكثر لجذب النظر والمشاعر.
3- العناوين الممتدة علي أكثر من ثلاثة أعمدة لمعظم القصص الإخبارية لتيسير الملاحة وانسيابية العين عبر الصفحة ينسجم مع الاتجاه الأفقى فى الإخراج.
رأس الوحدات الطولية.
أفقى عناوين عرضية وقصص ممتدة بشكل أفقى.
خامسا: سياسة نشر الصور بالجريدة
مهنيا وأخلاقيا .. هل سيعاد النظر فيها بناء على الرؤية الجديدة للتحرير.
· الصور السطحية.
· الصور الموضوعية.
· الصور الجمالية.
· تشكيلات الصورة.
· كلام الصور.
· تفريغ الصور.
الموقف من الصورة أحد العناصر الأساسية الحديثة الحاسمة فى اعادة التصميم غالبا يعتمد الإنقلاب الإخراجي الجديد علي الاهتمام بالصورة بمختلف إنواعها وإحيانا يكون الابتعاد عن الصورة وراء إعادة البناء الإخراجي في حالة عدم القدرة علي المنافسة في الطباعة والالوان في محاولة لاسترضاء القارئ الذي يعشق القراءة وإضفاء الطابع المحافظ والرزين علي المطبوعة






سادسا: المحسنات التيوغرافية الأخرى:
- الشبكات
- البراويز (عزل العناصر أو تنظيم العناصر، يجب ألا تزيد عن 1بنط حتى لا تتحول إلى عنصر تيوغرافى مستقل والحكم عليها يتوقف على مدى خدمتها للمضمون.
- البياض.
- الميلان.
- الخطوط الطولية والفواصل العرضية ينبغى أن تكون دقيقة ولا تشد الانتباه فى حد ذاتها.
أنماط الصحف كما يعكس التصميم:

1- صحف عريقة قديمة تستهدف الذين يحبون القراة لذاتها تهتم بالمضمون والنص أكثر من الصور والمحسنات يغلب عليها الطابع الثقافى التحليلى.
2- صحف إخبارية.
3- اجتماعية فنية.
4- صحف مثيرة تهدف إلى إغراء القراء ومخاطبة الحواس والغرائز.








إعادة تصميم الأهرام

التغيير فى الشكل فقط لا أبواب جديدة- لصفحات جديدة.
1- تسهيل القراءة على الناس وتسهيل انسيابية العين خلال الصفحة وتكبير البنط.
2- تأكيد الطابع الإخبارى للصفحات الإخبارية الداخلية.
4- تحقيق الوحدة العضوية من صفحات الأهرام:
- على مدى اليوم.
- على مدى الأسبوع.
- بين الصفحات بمختلف تخصصاتها.
خطوط إعادة التصميم:
- تشكيل لجنة.
- البدء فى عمل الشعارات البصرية:
1- رءوس الصفحات.
2- شكل الأعمدة.
3- الصفحات التحريرية والصفحات الإعلانية.
وضع ستايل بوك حددنا فيه:
1. حروف العناوين الرئيسية.
2. الحرف المستخدم فى العنوان التفسيرى.
3. حجم البنط فى النص.
4. شكل عمود الأخبار.
5. طريقة الفصل بين الصفحة المكونة من أكثر من باب.
6. ملامح عدد الجمعة.
7. عدد السبت
8. بقية أيام الأسبوع.

تجربة صحيفة هيرالد نيوز
إعادة التصميم: أدوات:
1- جهاز ماكنتوش. أدوات تحقيق التنفيذ
2- رؤية المصمم.
3- فلسفة التغيير.


مصمم صحيفة "هيرالد نيوز" الأمريكية يحكى تجربته فيقول :
كانت رؤية الناشر تعتمد علي لاءات أربع:
لا أريد ألوان..
لا رسومات..
لا لوجوهات..
لا مساحات بيضاء..
فقط يريد صورة فى كل صفحة..
وتخفيض عرض الصفحة من 13 إلى 12 بوصة.
زيادة حجم القصة الإخبارية...وصفحة ممتعة.
المنافس الرئيسي ل "هيرالد آند نيوز": كانت صحيفة "ريكورد" توزع 220000
تتميزبإخراج حديث- ألوان ممتازة وإمكانات طباعية هائلة
رسوم توضيحية للموضوعات عبر كل الصفحات.
باختصار كانت ثورة فى الصحافة الحديثة لا تنافس
فى المقابل كانت الموارد الإمكانات الفقيرة "لهيرالد اند نيوز" تجعل من الصعب عليها أن تحافظ علي نفس النوعية والمستوى أمام .. لذلك اقترح الناشر أن تتبنى صحيفته منهجا يعتمد على أن نجعل "الهيرالد أند نيوز" صحيفة فقط للناس الذين يحبون قراءة الصحف.
المصمم ماذا فعل؟
1) ينبغى أن تكون الهيرالد أندنيوز حزمة معلومات فى كل بوصة مستخدمة أقصى قدر من التأثير.
2) ينبغى أن تخاطب الفكر والجدية.
3) التصميم يجب أن يتلاءم بسهولة مع حاجة المحررين وقت أطول لكتابة العناوين والنصوص وانتقاء القصص الإخبارية.
4) القصص والأخبار مختصرة وقصيرة وفى الصميم وتحترم زحام حياة القارئ اليومية ويواصل آلان جاكوب المصمم:
لايمكن تجاهل الألوان ولا الصور المحدودة لأننا في عصر يتوقع فيه القارئ من صحيفته الصورة الإخبارية الملونة.
بعد موافقة الناشر على هذا الاستثناء الذى طلبته منه.. صورة واحدة ملونة علي الأقل فى الصفحة- يقول جاكوب- بدأت إعادة التصميم.علي الأسس الآتية:
1- صفحات مريحة
2- كل العناوين مصاغة لتعكس الجدية والصرامة.
3- الأخبار الخفيفة اختفت وحلت محلها القصص الإخبارية الجادة.
4- عدد القصص زاد من 5 قصص إخبارية فى الصفحة الواحدة إلى 7 قصص.
5- زاد عدد القصص الإخبارية ذات العمود الواحد وزاد بالتالى عدد العناوين فى الصفحة.
6- الصور أعيد تنظيمها بحيث تكون رأسية ومركزة بطريقة أكثر تأثيرا.
7- اختفت الأرضيات الملونة.
8- توحيد حرف العناوين وحجم العنوان لا يزيد عن 48 بنط.
9- كل الوحدات رأسية وقلت المحسنات الفنية.
قبل هذه المتغيرات:
1- التقسيم أصبح رأسيا Vertical وأقل أفقية modular.
2- حلت الفواصل القواطع محل البراويز.
3- قل عرض العمود.
4- حتى خريطة الجو اختفت وحل محلها تقرير مناخى بدون أى رسوم.
توقيت خروج التصميم الجديد
..وخرج التصميم الجديد للنور يوم الاثنين الثانى من أكتوبر قبل يومين من زيارة بابا الفاتيكان لنيو جرسى.
وكانت النتيجة أن اصبح الطابع الإخراجى لصحيفة "هيرالد أن نيوز"
إخبارى جاد
وقال القراء والمتخصصون أن التصميم الجديد للصحيفة أصبح أكثر مصداقية.